تأسست جمعيّة النور والأمل عام 1954 في القاهرة لتعليم الفتيات المكفوفات، بقيادة إسطفلال راضي ومتطوّعين من الهلال الأحمر. افتتحت الجمعية معهدًا موسيقيًا للكفيفات عام 1961 بدعم من عمادة المعهد العالي للموسيقى. وخلال سبعينات القرن الماضي تكوّنت أول فرقة سمفونية صغيرة من العازفات المكفوفات. وقدمت هذه الأوركسترا أول حفل دولي لها في فيينا عام 1988.
تتكوّن الأوركسترا الرئيسية حاليًا من حوالي 40–45 عازفة (نساء من مختلف محافظات مصر). وهي فرقة غرفية موسيقية تضم قسماً للأوتار (كمان، تشيلو، دوبل باس، …)، وقسماً للأخشاب (مثلاً، فلوت، كلارينيت) إضافة إلى بعض الإيقاعيات. يتم تعليم البنات القراءة بالموسيقى عبر النقوس الملموسة (برايل) في معهد الجمعية، ثم تُواصل المتخرجات التدريب بالتمارين المستمرة (تمارين مرتين أسبوعيًا) لأداء المقطوعات وحفظها عن ظهر قلب. وقد نُشئت أيضًا أوركسترا صغرى (Junior Orchestra) يشارك فيها العازفون الأصغر سناً تمهيداً لانضمامهم لاحقاً إلى الفرقة الرئيسية.
تتميز الفرقة بالعزف على الموسيقى الكلاسيكية الغربية (مثل مقطوعات موزارت، تشايكوفسكي، روسيني وغيرها)، كما تقدّم مقطوعات ومقطوعات شرقية (ألحان من التراث العربي وعروضًا إقليمية). تضم قوائم العزف عادة افتتاحيات سيمفونية ورقصات (مثل الرقصات الروسية والصينية والفالس) إلى جانب أغانٍ شرقية. وتُحوّل جميع النوتات إلى النقوس الملموسة (برايل) في معهد الجمعية وتُحفظ بالحفظ التام من قِبَل العازفات.
تنبع مهمة الأوركسترا من تعزيز تمكين ذوي الإعاقات ومساهمتها في الإندماج الاجتماعي. فهي توفر للفتيات الكفيفات “فرصًا متساوية وتدعم المساواة بين الجنسين من خلال الموسيقى”. وإنها تخلق فرص عمل وتعليم نادرة لهؤلاء النساء في مجتمع غالبًا ما تحدّ فيه النظرة التقليدية من آفاقهن. تؤكد العازفات أن الأداء المشترك يمنحهن شعورًا بالوحدة والفخر؛ إذ تقول عازفة التشيلو إحداهن: «كلما عزفت في الأوركسترا أشعر أننا أصبحنا واحدًا». كما أن الفرقة تعمل كسفيرٍ ثقافي قوي؛ فقد وُصفت بالـ”معجزة إنسانية” وشاركت في احتفالات عالمية (مثل الذكرى الستين لحقوق الإنسان في باريس). إن نجاحهن يكسر الصور النمطية عن ذوي الإعاقة ويحفز مزيدًا من الشمولية في المجتمع.
لا يوجد ألبوم أسطوانات مدمجة تجاري واسع الانتشار، لكن الأوركسترا سجّلت العديد من الحفلات الموسيقية. تسجيلات الفيديو لعروضها متاحة للجمهور (مثلاً على قناتها الرسمية على يوتيوب ووسائل الإعلام). في أعقاب جائحة كوفيد-19، بدأت الأوركسترا بنشر فيديوهات حفلاتها على الإنترنت (يوتيوب) للوصول إلى الجمهور العالمي.
الت الجمعية وأفرادها تكريمات عدة. فقد مُنحت مديرة الأوركسترا الراحلة السيدة أمل فكري وسامًا رئاسيًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018 تقديراً لجهودها. وقد أشار إعلام أجنبي إلى أن الفرقة “حصدت عددًا لا يُحصى من الجوائز” نظير عروضها ومهاراتها. (كما حصلت الجمعيّة الاستشارية على وضع استشاري من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة عام 1997.